السلام عليكن ورحمة الله وبركاته الي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب الحمد لله : أولا لا بد من العلم باعتقاد أهل السنة والجماعة في اسماء الله وصفاته ، هم يؤمنون بما وردت به النصوص في القرآن والسنة إثبات ونفيا فهم: يسمون الله بما سمي به نفسه في كتابه وعلي لسان رسوله لا يزيد علي ذلك ولا ينقصون
*يثبتون لله عز وجل ويصفونه بما وصف به نفسه في كتابه أو علي لسان رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل
ويتضح المعني بالمثال، أهل السنة مثلا في اسم الله الرحيم يقولون هو رحيم برحمة يرحم بها الخلائق وكل النعم فهي من آثار رحمته، وهكذا هو عليم بعلم يعلم به كل شيء، قدير بقدرة يقدر بها علي كل شيء،
ومن معتقد أهل السنة أنهم ينفون عن الله ما نفاه عن نفسه في كتابه أو علي لسان رسوله مع اعتقاد أن الله تعالي موصوف بكمال ضد ذلك الأمر المنفي ، فكل اسم أو صفة لله سبحانه وردت في الكتاب والسنة الصحيحة هي من قبيل الإثبات فيجب إثباتها، أما النفي فهو أن ينفي عن الله عز وجل كل ما ينافي الكمال من أنواع العيوب والنقائص مع وجوب اعتقاد ثبوت كمال ضد ذلك الأمر المنفي،
فأصبح بينا أن مذهب أهل السنة في الصفات مبني علي أصلين
أحدهما : أن الله عز وجل منزه عن صفات النقص مطلقا كقوله تعالي في النفي (لا تأخذه سنة ولا نوم)، وكذلك نفي التعب أو العجز كقوله تعالي (وما مسنا من لغوب)
والثاني: أنه متصف بصفات الكمال التي لا نقص فيها علي وجه الإختصاص فلا يمثله شيء من مخلوقاته في شيء من صفاته ،
هذا باختصار مذهب أهل السنة
وله ضدان الأول : التعطيل والتحريف
والثاني التكييف والتمثيل (وهو ما يعبر عنه البعض بالتشبيه )
ومعنى التعطيل لغة الإفراغ فإن الشيء المعطل هو المفرغ يقال فلان عاطل عن العمل أي أنه مفرغ من العمل ليس عنده عمل ومنها قوله تعالي (وكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية علي عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد )وبئر معطلة أي لا ماء فيها وليس عليها دلو
وأهل التعطيل يثبتون أسماء الله ويعطلون الصفة أي يفرغونها من معناها فيقولون هو سميع بلا سمع، عليم بلا علم، رحيم بلا رحمة، تعالي الله عن قولهم الباطل علوا كبيرا، وهذا معني تعطيل الصفات
معني التحريف هو التأويل الباطل
أو هو العدول بالكلام عن وجهه وصوابه إلى غيره من الباطل،
والتحريف نوعان : تحريف في اللفظ وهو العدول باللفظ عن جهته إلى غيرها ومن أمثلته تحريف إعراب قوله تعالي (وكلم الله موسي تكليما)
من الرفع إلى النصب يريدون أن موسي عليه السلام هو الذي كلم ربه ولم يكلمه الله ولذلك لما حرف بعض الجهمية هذا التحريف يريد نفي كلام الله قال له عالم من أهل السنة فكيف تصنع بقول الله تعالي (ولما جاء موسي لميقاتنا وكلمه ربه ) فبهت المحرف لأنه بين أن الله هو الفاعل هنا أي أنه سبحانه هو المتكلم.
النوع الثاني للتحريف: تحريف المعني وهو صرف اللفظ عن معناه الصحيح إلى غيره مع بقاء صورة اللفظ علي ما هي عليه ومن أمثلته قول المعطلة في قوله تعالي (الرحمن علي العرش استوي ) قالوا استوي بمعني استولي
وكذلك في قوله تعالي (بل يداه مبسوطتان ) قالوا معني اليد النعمة والقدرة وهكذا في غيرها من صفات الله
وقد ذم الله التحريف في كتابه وهو في الأصل من اليهود حرفوا التوراة لفظا ومعنى ولهذا وصفهم في القرآن بالتحريف دون غيرهم من الأمم فكل محرف ومعطل ففيه شبه منهم
اختصارا لما سبق الضد الأول لمذهب أهل السنة التعطيل وهو نفي الصفة وإثبات الاسم أو نفي الاسم والصفة
والتحريف وهو العدول بالمعني الصحيح من النص الي معني باطل فأبطلوا الصفة وحرفوها إلى معني آخر مخالف لظواهر النصوص وحقائق معناها
الضد الثاني لمعتقد أهل السنة التكييف ومعناه البحث عن حقيقة الشيء وماهيته وما هو عليه
ومذهب أهل السنة إثبات الصفة من غير كيف كما ثبت عن مالك وتلقاه علماء أهل السنة بالقبول لمن سأله عن الاستواء قال له الاستواء معلوم (ومعناه علو الله تعالي وارتفاعه عن خلقه ) والكيف مجهول (أي الكيفية بمعني كيف استوي مجهول) والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية مبينا ذلك قال انظر إلى نفسك التي بين جنبيك لا تستطيع أن تدرك كيف هي فكيف تدرك الخالق العظيم سبحانه وتعالي
ولا تمثيل: التمثيل (التشبيه) هو مماثلة الله بخلقه ولكن ابن تيمية يعبر بالألفاظ التي جاءت بها الأدلة وهو منهج جلي لمحققي علماء أهل السنة قال تعالي (ليس كمثله شيء )
وقالت الممثلة والمشبهة له سمع كسماع خلقه وله يد كأيدينا فشبهوه بخلقه تعالي الله عن قولهم واعتقادهم علوا كبيرا
